قال الرئيس التنفيذي والمدير العام للملكية الأردنية ستيفان بيشلر، إن الخطة الاستراتيجية للملكية الأردنية التي تعدها لخمسة أعوام مقبلة تعتمد على التحول إلى الربحية المستدامة.

وأوضح خلال لقائه مع ممثلين عن الصحافة المحلية في مقر الملكية، اليوم الثلاثاء، أن استراتيجية التحول إلى ربحية،والتي تهدف إلى تحقيق أرباح مستدامة، بدأت ملامحها تظهر منذُ شهر حزيران الماضي.

ورجح بيشلر ان تنهي الشركة الاستشارية المتخصصة في مجال الطيران والنقل الجوي التي تعد الاستراتيجية مع نهاية شهر آب الحالي، لتعرض الملكية بدروها الخطة على المساهمين وعلى رأسهم الحكومة الأردنية.

وتناول اللقاء أربعة محاور رئيسة، تصدرها خطة الملكية الاستراتيجية ذات الخمسة أعوام المقبلة (استراتيجية التحول إلى ربحية)، وأسواق صناعة الطيران وخدمات الطيران، ومنتجات الملكية (الخدمات الجوية والأرضية)، وأخيراً علاقة الملكية مع موظفيها والمسافرين.

وبين بيشلر أن الخطة تتضمن عدة محاور، أهمها شبكة الخطوط الجوية التي تغطيها الملكية وأبرز الخطوط التي تحقق الربحية، وأسطول الملكية الذي يخدم شبكتها برحلاتها طويلة المدى، ومتوسطة المدى، قصيرة المدى.

وأكد ان هناك ثلاثة أهداف استراتيجية تسعى الملكية لتحقيقها خلال الخمسة أعوام المقبلة: وهي: ان تكون الملكية هي شركة الطيران الرائدة في منطقة المشرق العربي، وأن تصبح جاذبة للمسافرين المحليين والإقليميين، وأن تكون مقصداً للكفاءات المحلية الأردنية.

وتابع بيشلر، ان الشركة تنظر بإمكانية توحيد أنواع طائراتها لتعتمد نوعين فقطً، ولذلك لما له أثراً كبيراً في تقليل التكاليف التشغيلية، مؤكداً انه لن يكون هناك قراراً بهذا الشأن قبل شهر تشرين الثاني المقبل.

وأضاف ان الملكية لديها ثلاثة أنواع من الطائرات هي: طائرة “دريم لاينر” من طراز بوينغ 787 للمسافات البعيدة، طائرة من طراز ايرباص للمسافات المتوسطة والقريبة، وطائرة من طراز إمبراير للمسافات القصيرة.

أما عن محور أسواق صناعة الطيران وخدمات الطيران، بين بيشلر ان أسواق الطيران العالمية تتغير بشكل مستمر، فيما ان سوق المنطقة تشهد الكثير من التغيرات، وذلك لما تعيشه المنطقة من أزمات، فضلاً عن المنافسة الكبيرة بين شركات الطيران في المنطقة التي تخلق تحديات كثيرة.

وأشار بيشلر إلى ان واحدا من تلك التحديات يكمن حول التوجه نحو دمج شركة طيران الإمارات مع شركة “فلاي دبي” خلال العام المقبل، حيث تختص الأولى ذات الخدمات المتكاملة في الطيران الطويل، والأخيرة ذات التكاليف المنخفضة في الطيران القصير، ما يخلق تحدياً كبيرة أمام الملكية الأردنية ذات الخدمات المتكاملة للمنافسة مع شركات الطيران ذات التكاليف المنخفضة.

كما بين ان الملكية تتنافس مع العديد من شركات الطيران الأخرى، ما يوجب عليها التوجه لمواءمة تغييرات سوق المنافسة وتقديم خدمات طيران ذات تكاليف منخفضة، والعمل على أساس شبكة عالمية تشغل رحلات إلى الشرق الأقصى، وأميركا وأوروبا من خلال محورين، محور الشرق الأوسط والمحور العالمي والأوروبي.

وأضاف بيشلر ان الملكية أطلقت حملة تسويقية من خلال طرح خصومات كبيرة على أسعار تذاكرها للدرجة السياحية والتي طالت جميع الوجهات التي تغطيها شبكتها الجوية في أربع قارات باستثناء محطاتها في منطقة الشرق الأقصى، وهي بانكوك وهونغ كونغ وكوالالمبور.

إذ أتاحت الملكية إمكانية شراء تذاكر السفر بأسعار مخفضة من تاريخ 25 من شهر تموز الماضي وحتى تاريخ 12 آب الحالي، على أن تتم رحلات المغادرة بهذه التذاكر خلال الفترة من تاريخ 20 أيلول المقبل وحتى 15 من شهر آذار لعام 2018، ما عدا الفترة بين تاريخ 15 كانون الأول المقبل وحتى تاريخ 10 كانون الثاني لعام 2018.

وأكد بيشلر ان الملكية تسعى لزيادة الترابطية بين وجهاتها الإقليمية والأخرى العالمية، لجذب المسافرين للمملكة، لافتا إلى ان الملكية تولي أهمية كبيرة للسوق المحلي من حيث السعي لزيادة عدد المسافرين عبر المملكة، وجعل من عمان بوابة للمنطقة إلى العالم أجمع.

وتحدث عن منتجات الملكية (الخدمات الجوية والأرضة)، متطرقاً إلى ان الملكية استبدلت أخيراً وجبات الطعام الساخنة بوجبات الطعام الخفيفة على الرحلات القصيرة ومتوسطة المدى والتي يقل زمن الرحلة فيها عن ثلاث ساعات، الأمر الذي أثار تساؤلات المسافرين، مبرراً ذلك بأن المكية لم تقم بإعلان ذلك على الشكل السليم.

كما أكد بيشلر ان الملكية تتجه لتحسين تقديم خدمات ذات جودة عالية بتكاليف قليلة، وستطلق العديد من التغيرات خلال شهر أيلول المقبل، مشيراً إلى ان الخدمات ذات الجودة العالية ليست مرتبطة بالضرورة بتكاليف عالية، لأن الملكية ستعمل على تحقيق ذلك بطر مبتكرة وذكية.

وأضاف أن معدل امتلاء مقاعد في طائرات الملكية للدرجة السياحية بلغ نسبة 65 بالمائة، في حين بلغ لدرجة رجال الأعمال نسبة 40 بالمائة، كما أن عدد المقاعد على طائرات الملكية يقل بنسبة 15 بالمائة عن عدد المقاعد في الشركات المنافسة، الأمر الذي دعا الملكية إلى دراسة وضع مقاعدة إضافة على طائراتها وإملاء الفارغ منها.

ولفت بيشلر إلى ان عدد المسافرين عبر خطوط الملكية يبلغ 3 ملايين سنوياً، منهم 250

ألفا يسافرون كأعضاء في برنامج الملكية للمسافر الدائم، الذي تسعى الملكية إلى تحسين امتيازاته.

وأشار خلال حديثه عن المحور الرابع المتعلق بعلاقة الملكية مع الموظفين والمسافرين، إلى ان صناعة مستقبل الملكية يرتبط بالتواصل الدائم مع موظفيها ومسافريها، حيث عملت الملكية على تعزيز وسائل التواصل على المستوى الداخلي من خلال اقرار اجتماعاً اسبوعياً مع الموظفين، فضلاً عن وضع صناديق اقتراحات في أقسام الملكية ومديرياتها المختلفة.

وتتطرق بيشلر إلى سياسة المساءلة من ناحية إيلاء القرار إلى الشخص المسؤول والمختص فيما يخص مجال عمله، كما هو العمل بروح الفريق الواحد، الذي أعتبره مفتاحاً للنجاح للعمل في القطاع الخاص.

أما عن التواصل الخارجي، أكد ان الملكية تتبع سياسة الانفتاح والشفافية مع المسافرين من خلال نشر مختلف القضايا عبر وسائل الإعلام كافة، إذ تسعى ان تكون قريبة جداً من المسافرين، مبينا أن الملكية ستعمل على تعزيز علاقتها مع نقابة العاملين في النقل الجوي كشركاء وليس كمنافسين.

كما أكد بيشلر ان الملكية غير معنية في الدخول بمنافسة مع شركات الطيران العالمية، إنما مع تلك الموجودة في المنطقة فقط، كما أن الشركة تسعى إلى تعزيز وجودها في العقبة من خلال تشغيل رحلات منتظمة من العقبة، بالإضافة إلى تشغيل رحلات عارضة سياحية، وأن تقوي وجودها في العقبة الأمر الذي يعود بشكل إيجابي على أرباح الشركة وعلى سياحة المملكة، بما يعزز دور الملكية كناقل وطني للأردن.