كتب – رياض القطامين
قادته قدماه يوما وهو ابن الثانية والعشرين خريفا نحو شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية ليدخلها في التاسع من شباط عام 1977 موظفا يافعا ويغادرها مديرا للموارد البشرية في الشحن الجوي بخدمة 38 عاما عاصر خلالها 10 مدراء عامين ” للملكية الأردنية ”
محمد اعبد الرعود أردني عشق الورد والأرض لكنه عشق مؤسسته ” الخطوط الجوية الأردنية الملكية ” أكثر حيث سكنت في وجدانه فكان يقلب صفحات سفرها مع صباحات الوطن وحبات الندى وأزهار اللوز .
يتجول يوميا بين مدارج الطائرات كما لو كان في حديقة غناء يمعن في جثو هذه وتحليق تلك لتطبع في نفسه بصمات خلدتها ذاكرته ليحدث فيها جلسائه بعد خدمة قاربت الأربعة عقود وكأنها حدثت بالامس.
منح الرعود لمؤسسته زهرة شبابه وأهداب عينيه حتى فاز بحب زملائه وحاز على ثقتهم عضوا في الهيئة الإدارية لنقابة النقل الجوي لمدة 25 عاما كان خلالها خادما لمنتسبي المهنة ومدافعا شرسا يذود عن حقوقهم الوظيفية حتى حازوا على أكثر من 90 % من مبتغاهم.
جال الرعود دول العالم على متن طائرات الخطوط الملكية الأردنية معترفا بالجميل لمؤسسته التي لم تبخل عليه ذات يوما بل كان لها الفضل في صقل مهاراته وتطوير مداركه فقابلته وفاء بوفاء وحبا بحب مجذرة قاعدة وما جزاء الإحسان إلا الإحسان .
لم تكن مغادرة الرعود لمؤسسته أمرا عاديا لتبادر عدة دوائر في الملكية بتكريمه كدائرة الشحن الجوي ودائرة الهندسة ودائرة العمليات وكان مسك الختام تكريمه من رئيسة دائرة الموارد البشرية السيده رنا صويص ومن رئيس نقابة النقل الجوي السيد يوسف قنب بدرع التميز تخليدا للانجاز واحتراما للعطاء .